مقالة لصاحبها أ.م.د. سامي احمد كلاوي – قسم العلوم السياسية
نشرت في مجلة أصداء قانونية وسياسية العدد (4)
يكاد يجمع المؤرخون على ان العراق سمي بارض السواد لكثرة أشجاره وشدة اخضرارها .فحين تقترب القوافل القادمة من شبه جزيرة العرب نحو العراق من جهة الجنوب تستقبلها باسقات النخيل وهي تنشر ظلالها على شواطئ شط العرب وعلى ما تحتها من أشجار متنوعة كثيفة تبهر انظار القادمين من صحار تبخل على قاطنيها بالماء والكلأ .ويذهب بعض المؤرخين الى ان العراق اشتق اسمه من كثرة عروق الأشجار التي تتشابك على مساحات واسعة من ارضه .هذا في حين يذهب فريق اخر الى ان الكلمة اشتقت من "اوروك " احدى الدويلات التي شيدها السومريون على ضفاف قبل ما يزيد عن أربعة الاف عام من الزمان . وبعد الفتح الإسلامي استخدم العرب كلمة "عراق " مرادفا لمصطلح الإقليم فكثيرا ما قيل ان معاوية بن ابي سفيان جمع ولاية العراق لزياد بن ابيه . ويشيرون بالعراق الى الكوفة والبصرة التي حكمها زياد للأمويين بضعة سنين.
وشاء الله والاقدار ان لا يقتصر السواد على اشجاره بل على ما يرتدي الناس من سود الثياب وما يرفعونه من سود الرايات وما يعلقونه على جدران منازلهم من سود اليافطات التي تعلن عن موت عزيز او فراق حبيب .