كلية القانون والعلوم السياسية تقيم ورشة عمل بعنوان الالفاظ واثرها في دلالات النصوص القانونية
باشراف مباشر من قبل السيد عميد كلية القانون والعلوم السياسية الاستاذ الدكتور (خليفة ابراهيم عودة التميمي) المحترم ، اقامت وحدة التأهيل والتوظيف والمتابعة وبالتعاون مع شعبة التعليم المستمر ورشة عمل بعنوان (بعنوان الالفاظ واثرها في دلالات النصوص القانونية) حيث حاضر في الندوة التدريسي أ.م.د بكر عباس علي .
تناول فيها محاور عدة كان ابرزها خلاصة القول في دلالات اللفظ والسياق عند الأصوليين
أولاً: عُنِي الأصوليون عناية بالغةً باللفظ العربي، من حيث معانيه ودلالاته؛ لكونه العمدة في عملهم، ومناط الحُكم الشرعي ودليله، فتتبعوه مفردًا ومركبًا، خاصًّا وعامًّا، أمرًا ونهيًا، مطلقًا ومقيدًا، محكَمًا ومتشابهًا، حقيقة ومجازًا، وفصَّلوا القول في مراتبِ دلالته على المعنى، من حيث الوضوح والخفاء؛ وذلك وصولاً إلى وَضْعِ القواعد التي تُعِين على فهم النص الشرعي فهمًا صحيحًا، وتضبط سبل استنباط الأحكام منه، ولم تقلَّ عنايتهم بالمعنى التركيبي عن عنايتهم باللفظ منفردًا، فبحثوا أثَرَ اللفظ السابق واللفظ اللاحق، وما يُصاحِبُ اللفظ من قرائن، وأثر ذلك كله على الدلالة فيما يعرف بالسياق.
ثانيًا: لقد استقطبت اللغةُ اهتمام المفكرين منذ أمد بعيد؛ لأن عليها مدارَ حياة مجتمعاتهم الفكرية والاجتماعية، وبها قوام فَهْم كتبهم المقدسة، واللغة العربية لها ظرف لم يتوفر لأية لغة من لغات العالم؛ ذلك أنها ارتبطت بالقرآن الكريم، ودُوِّنت بها العلوم الإسلامية، ومحورها القرآن العربي الكريم؛ ولهذا فلم تكن عنايةُ علماء الشريعة باللفظ العربي إلا رغبةً منهم في حفظ لغة القرآن؛ ليظل مفهومًا مقروءًا متدارَسًا على مدى الدهر باعتباره مصدر الشريعة.
وقد ازدادت عنايتُهم باللفظ وسياقه، ودلالة ذلك على الأحكام بعد أن تقادَمَ عهد النبوة، ودخلت أجناس مختلفة إلى الأمصار الإسلامية، وبدأت تتفشَّى العُجمة في اللغة العربية، فأصبح اللفظ وسياقه مبحثًا دقيقًا من مباحثِ علم أصول الفقه، الذي اعتزَّ علماء المسلمين كثيرًا به، واعتبروه من أشرف العلوم؛ لأنه ازدوج فيه العقل والسمع، واصطحب فيه الرأيُ والشرع.



