اقام قسم العلوم السياسية في كلية القانون والعلوم السياسية الندوة العلمية بعنوان ( الثقافة الأمريكية : التراكم والأثر – العراق أنموذجا )
بحضور الأستاذ الدكتور عامر المهداوي مساعد رئيس جامعة ديالى وبرعاية الأستاذ المساعد الدكتور خليفة ابراهيم عودة التميمي عميد كلية القانون والعلوم السياسية أقام قسم العلوم السياسية ندوته العلمية الأولى ضمن نشاطات القسم العلمية للعام الدراسي 2011- 2012 ،وذلك في الساعة العاشرة من الأربعاء الموافق 4/1/2012 ، إذ استضاف فيها الأستاذ المساعد الدكتور عبدالجبار عيسى أستاذ الاجتماع السياسي والنظم السياسية في الجامعة المستنصرية ، تحت عنوان ( الثقافة الأمريكية : التراكم والأثر – العراق أنموذجا ) وبحضور عمداء كليات الهندسة ، والعلوم ، والعلوم الإسلامية وعدد من تدريسيي الجامعة وتدريسيي الكلية وأدناه أهم المحاور التي تناولتها الندوة :-
1- تم عرض موضوع الندوة من قبل الدكتور الضيف واستعرض اثر الثقافة الأمريكية على العراق إذ استعرض الآتي :-
أ – مكونات الثقافة الامريكية ووسائل استخدامها عبر وسائل الإعلام وخاصة الفضائيات العربية وما تسوقه من قيم ثقافية موجهة لكل شرائح المجتمع بما فيهم الأطفال من خلال توجيه أفلام الرسوم المتحركة لزرع قيم ودروس قد تؤثر سلبا على تنشئة الطفل ، فضلا عن الأفلام والبرامج التي تستهدف قطاعات واسعة من الجمهور العراقي والعربي0
ب- قسم الأستاذ الضيف تأثير الثقافة الامريكية على العراق من خلال مسارين ، سمى الأول ( الثقافة الشعبية ) ، وأطلق على الثاني ( الثقافة المؤسساتية ) ، وبالنسبة للمسار الأول وضح عملية تأثر الشباب والمجتمع بالصرعات الامريكية بدءا من قصات الشعر الى الملبس والذوق العام في الموسيقى وغيرها ، أما المسار الثاني فقد استفاض به ليوضح بان الثقافة الامريكية باتت تباشر تأثيرها مؤسساتيا من خلال استحداث العديد من الوظائف التي لم تكن معروفة قبل الاحتلال الأمريكي في مؤسسات الدولة مثل دائرة المفتش العام ، وهيئة النزاهة التي تمثل مؤسسات متجذرة في العمل المؤسسي الامريكي فأخذت تأخذ دورها في الوزارات والمؤسسات الرسمية العراقية ، فضلا عن التأثير الحاصل في المؤسسة الأمنية العراقية في الزي الرسمي والعجلات المستخدمة وطرق الانتشار وغيرها 0
ج – إن تأثير الثقافة الامريكية وخاصة الثقافة المؤسساتية لم تنحصر بما تقدم فحسب ، بل باتت تمس النظام القانوني العراقي ومحاولة نقله أو تغييره من التأثر بالتشريع القانوني الانكلوسكسوني الى التشريع الامريكي ، فضلا عن السعي الى تطبيق نظام المحلفين المعمول به في الولايات المتحدة 0
د- محاولة التأثير العلمي المؤسسي والتقاليد الجامعية الامريكية على عمل وزارة التعليم العالي والجامعات العراقية والسعي الى فتح فروع للجامعة الامريكية في العراق كما هو الحال في مصر ولبنان وغيرها ، وشدد الباحث أن القيم الثقافية الامريكية في مجال التعليم العالي وخاصة ما يتعلق منها بالجانب العلمي وتطوير الإمكانيات العلمية للطلبة لا يمكن أن ننعته بالسوء ولكن هل هناك قدرة متوفرة لنقل العقلية العلمية العراقية من العقلية التقليدية الى العقلية المبدعة التي تحتاج بدون أدنى شك للجهد والوقت والإمكانات المتوافرة لإحداث هذه النقلة
2- بعد أن أنهى الدكتور الضيف عرض الموضوع فتح باب الأسئلة والتعقيبات للسادة الحضور وأدناه أهم التعقيبات والأسئلة :-
أ- الأستاذ الدكتور عامر المهداوي مساعد رئيس الجامعة :
تم التطرق الى تأثير الثقافة الامريكية على الجامعة والتعليم ، واعتقد أن إفرازات هذا التأثير وفي هذا الجانب خصوصا تأخذ عامل مهما وهو عامل الوقت ، وما يثبت ما اذهب إليه أن الجامعات الامريكية في بعض الدول العربية وعلى الرغم من وجودها لأكثر من نصف قرن إلا أن نتائجها لم تكن واضحة المعالم مجتمعيا ، فهي تحتاج الى عامل الوقت كي تؤثر بشكل من الأشكال ، أي أن الثقافة المؤسساتية وخاصة في جانب التعليم العالي لا يمكن مقارنتها من ناحية التأثير كما هو الحال في الثقافة الشعبية 0
ب- الأستاذ المساعد الدكتور خليفة ابراهيم عودة التميمي عميد كلية القانون والعلوم السياسية :
إن ما مر به العراق وخاصة بعد الاحتلال وما نتج عنه من صراعات طائفية أوضحت هشاشة الثقافة واستعدادها لتقبل ما أنتجته الثقافة الامريكية ، وخاصة فيما يتعلق بالثقافة العقدية الإسلامية كان لها دور في تغلغل ثقافة المحتل ، هذا من جانب ومن جانب آخر فاني اتفق مع الباحث بان الثقافة المؤسساتية وخاصة ما يتعلق باختصاص كليتنا تجد طريقها في العديد من الممارسات الثقافية التي حاولت بعض المعاهد والمؤسسات الامريكية التي لها حضور في الساحة الثقافية العراقية واطلعنا على برامجها لم تكن موجودة ومن الأمثلة التي أود أن أسوقها بهذا الخصوص ما يعرف بالعيادة القانونية المعمول بها في كليات الحقوق في الجامعات الامريكية والتي ملخصها إنشاء مكتب في كليات القانون يقوم من خلاله الطلبة والتدريسيين بمتابعة قضايا المواطن قضائيا ، فضلا عن المحكمة الافتراضية التي يقيمها سنويا احد المعاهد الامريكية وتجري مسابقة بين طلبة كليات القانون وغيرها 0
ج- الأستاذ المساعد الدكتور عبدالعزيز الحديثي – كلية القانون والعلوم السياسية :
تحدث الأستاذ المحاضر عن التغيير القانوني من المدرسة الانكلوسكسونية الى المدرسة الامريكية ، فما هي المضادات التي من الممكن القيام بها لدرء هذا التأثير ؟
د – الأستاذ الدكتور رشيد الربيعي – كلية القانون والعلوم السياسية :
أثناء المحاضرة كان الحديث عن مفهومين مختلفين وهما الثقافة والحضارة ، والذي أود السؤال عنه هو هل الثقافة الامريكية ومحاولة إحلالها في المجتمع العراقي هي أداة من أدوات العولمة ، وما هو جوهر هذه الثقافة ؟
هـ الدكتورة أنوار – كلية العلوم :
إن القيم الدينية إذا لم تكن هي المضاد للغزو الثقافي الامريكي وهي جزء مهم من مكونات الثقافة العراقية ففي ظل هذا الغزو الإعلامي غير المسبوق كيف بإمكاننا أن نحصن الشباب وما هي الآليات التي يجب أن نعتمدها على مستوى الأسرة أولا والدولة ثانيا ؟
و- الدكتور حسن تركي – كلية القانون والعلوم السياسية :
في معرض حديث الأستاذ الضيف نجد أن الثقافة المؤسساتية قد أخذت طريقها في المؤسسات العراقية ، فهل على المؤسسات العراقية أن تنفذ هذه الثقافة وما هو البديل؟
ز- الدكتور حسن صيهود – كلية القانون والعلوم السياسية :
هل أن ثقافة حقوق الإنسان والمؤسسات التي انشاة لهذا الغرض هي جزء من تعميم الثقافة المؤسساتية الامريكية ؟
ح- احد طلبة المرحلة الأولى في قسم العلوم السياسية :
هل هناك اثر لتعميم الثقافة الامريكية أو دور في الربيع العربي ؟
3- قام الأستاذ المحاضر بالإجابة على الأسئلة معربا عن امتنانه لهذه الأسئلة التي تثبت التفاعل مع موضوع الندوة ووضح الآتي :-
أ- أن مشكلة الثقافة الامريكية وتأثيرها شعبيا من خلال الإعلام ومؤسساتيا من خلال الدوائر المستحدثة لا يمكن عده سلبيا بالإجمال 0
ب- لم ينكر الباحث تأثير الثقافة الامريكية في ربيع الثورات العربية وان كان لا يملك الدليل ، فالانسياق الإعلامي وراء المفاهيم والتصورات الامريكية نجده في التسمية لما حدث في الشارع العربي فمفهوم ( الربيع العربي ) مفهوم صاغته الماكنة الإعلامية الامريكية وذهبنا خلفه ، وسمة ما حدث بالثورات العربية وبتنا نستخدمه 0
ج- أن الثقافة والعولمة والتي استطيع أن أطلق عليها الأمركة تبدو في إشكالية مفادها هل الأمركة تمتطي العولمة أم العولمة تمتطي الأمركة ، ويكاد يجمع الباحثون بان العولمة هي إحدى وسائل تعميم الثقافة الامريكية 0
د- ما يتعلق بحقوق الإنسان فان المشكلة في الاجتزاء لمفهوم حقوق الإنسان الذي ركز على حقوق الأقليات وحقوق المرأة وهذا جزء مهم من النظرة الامريكية لحقوق الإنسان0
4- التوصيات التي خرجت بها الندوة :-
أ- التمسك بالقيم الثقافية وخاصة الشعبية العراقية الأصيلة والابتعاد عن التقليد الأعمى الذي يؤثر في السلوك الجمعي مما ينعكس سلبا على قيم المواطنة ووحدة الصف 0
ب- التحفيز لخلق المضادات للآثار السلبية التي يتركهما التراكم الثقافي الامريكي من خلال تحفيز مؤسسات المجتمع بدءا بالأسرة وصولا الى مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني وبما يعزز الثقافة الوطنية 0
ج- حث المؤسسات التعليمية على ضرورة تكوين العقل الإبداعي الذي يستطيع إنتاج المفاهيم التي تخلق المضادات الحقيقية للمفاهيم الامريكية ، وضرورة الإبداع في البحوث والمشاريع البحثية والابتعاد عن الاشترار الذي بات يغزو البحوث خاصة ما يتعلق بمسائل منهجية تتصل اتصالا مباشرا في القيمة العلمية والعملية للبحوث 0
د- لا يمكن الانغلاق الثقافي في عالم اليوم وضرورة الانفتاح الثقافي والعلمي على الثقافات الوافدة شريطة أن لا تحل محل الثقافة الوطنية 0