مقال(العلاقة بين الفاعلية الذاتية والانجاز الأكاديمي)
The Correlation between Self-Efficacy and the Academic Achievement
للمدرس : ندى محمد هندي
في مطلع القرن العشرين عندما بدأ علم النفس يأخذ دوره بين بقية المجالات الاكاديمية كان هناك اهتمام واضح حول الدور الذي تلعبه المفاهيم والاعتقادات الذاتية في سلوك الانسان بصورة عامه وعملية التعلم بصورة خاصة. من هذه المفاهيم التنظيم الذاتي (self-regulation) ,إدراك الذات(self-consciousness), الفاعلية الذاتية (self-efficacy) ,تقدير الذات (self-esteem) وغيرها. ففي الستينات انصب اهتمام علماء النفس على اهمية ودور الثقة بالنفس الايجابية لدى الاطفال في الانجاز الاكاديمي والقدرة على مواجهة التحديات. وفي العام 1977 أكد عالم النفس الامريكي Bandura في جامعة ستانفورد إن الفرد يخلق ويطور الادراك الذاتي للقدرات التي يمتلكها والذي يصبح وسيلة أساسية لتحقيق الاهداف التي يسعى اليها وكيفية التحكم بالظروف المحيطة من اجل التغلب على المعوقات والتي أطلق عليها الفاعلية الذاتية(self-efficacy) او الثقة بالقدرات الذاتية.
وفقا لنظرية (Bandura (The Social Cognitive Theory ان مدى ثقة الفرد في قدراته على اداء مهمة ما تؤثر سلبا او ايجابا على سلوكه وعلى خياراته فالفرد يميل للمساهمة في المهام التي يعتقد انه سينجح في اداءها بينما يتجنب تلك التي يعتقد انه سيفشل في انجازها. كما ان الفاعلية الذاتية تحدد الجهد الذي سوف يبذله الفرد في اداء نشاط او فعالية معينة والقدرة على مواجهة العوائق والمشكلات وكلما زاد احساس الفرد بالثقة بالقدرات الذاتية كلما زادت قدرته على التحمل وبذل الجهد ومواجهة التحديات. وتنمو الفاعلية الذاتية منذ الطفولة نتيجة لأساليب التربية وكيفية تعامل الاطفال مع خبرات الحياة المختلفة ويستمر مدى الحياة لذا يجب تعزيز قيمة المثابرة والاصرار والتعلم من الفشل. وإن معرفة الانسان لقدراته وثقته بها وفهمه لنقاط ضعفه ونقاط قوته و اكتسابه لمهارات وخبرات جديدة تعزز من الفاعلية الذاتية و تسهم في نجاحه وقدرته على انجاز المهام سواء على صعيد العمل الوظيفي او في الانجاز الاكاديمي. ويمكن قياس الفاعلية الذاتية باستخدام مقياس لمعرفة درجة الموافقة (Likert Type) اذ يتكون هذا المقياس من العديد من الفقرات لكل فقرة أربع او خمس خيارات لقياس مدى ثقة الفرد بقدراته على اداء عمل ما.