الندوة العلمية الموسومة ب(( أزمة الانظمة العربية الحاكمة وضرورات الاصلاح))
بسم الله الرحمن الرحيم
برعاية السيد عميد كلية القانون والعلوم السـياسية الأستاذ المسـاعد الدكتور خليفة إبراهيم عودة التميمي أقام قسم العلوم السياسية ندوته العلمية الثالثة لهذا العام والموسومة ب ( أزمة الأنظمة العربية وضرورات الإصلاح ) وقد تمت مناقشة خمسة بحوث أحاطت بموضوع الندوة من جميع جوانبه ، وبحضور عدد من عمداء الكليات ورؤساء الأقسام في جامعة ديالى فضلا عن إعلام الجامعة وطلبة الكلية واستهلت الندوة بتقديم سريع من قبل رئيس الجلسة الدكتور ( حسن تركي عمير ) عن أهم الأحداث التي أدت إلى أزمات سياسية في الأنظمة العربية الحاكمة بدءاً من أحداث تونس مروراً بأحداث مصر والبحرين واليمن وسوريا والعراق ولبنان وما يدور الآن على الساحة الليبية ، وكان لدور الشباب العربي الواعي الفضل الكبير في الحراك السياسي الحاصل في الساحة العربية وأدناه ملخص للبحوث التي تناولت الأزمة السياسية في المنطقة العربية
البحث الأول: (الحركات الاحتجاجية وأزمة النظم السياسية العربية : مصر أنموذجا ) م0د0 شاكر عبد الكريم فاضل
استعرض الباحث المعنى الاجتماعي والسياسي للاحتجاجات وأسبابها ودورها في الدعوة الى الإصلاح والتغيير ، والدلالات التي أخذتها الاحتجاجات في مصر منذ لحظة انطلاقها في 25 كانون الثاني 2010 الى تحقيقها المطالب التي خرجت من اجلها ، كما وضح الباحث العوامل التي ساعدت على تطور الاحتجاجات وتزايد الأعداد ودورها في إرباك النظام المصري حتى إيصاله الى مرحلة الإجهاد وعدم القدرة على الاستمرار ، موضحا ان الزخم المليوني المتتالي وتشكل القيادات الاحتجاجية ومشروعية مطالبها وقدرتها على الاستمرار وعدم الإذعان لوعود النظام الذي أدت الى تراخيه ، فضلا عن صمود المحتجين بوجه الهجمات المتتالية لأجهزة النظام ، أثبتت ان الأنظمة في القرن الواحد والعشرين هشة أمام مطالب الشعب فقد أدت الاحتجاجات ما كانت تؤديه الآلة العسكرية في القرن العشرين في سعيها للانقلاب على الأنظمة وأصبح ميدان التحرير بمثابة ساحة يونانية مورست فيها الديمقراطية بشكل مباشر0
البحث الثاني: (التحليل السياسي ومنظومة التغيير العربي) م0د0طلال حامد خليل
بعد استعراضه لمعنى التحليل السياسي وتطوره في علم السياسة وضح الباحث أسباب الإخفاق الذي آل اليه مسار التحليل الذي انتقل مـن (المتوقع ) إلـى ( المحتمل )، ومن ثم انتقاله من ( الاحتمالية) إلى(التفسيرية)، دون أي إضافة مبالغة تتصل بقدرته على التوقع أو التنبؤ. مما حمل المحللون السياسيون العرب أن ينصرفوا إلى تفسير الظواهر بعد تشكلها ودراسة الثورات بعد انفجارها، والسعي لبناء النسق مفهومياً بهدف الفهم والتحليل0 و أن من أهم مواطن الإرباك التي تشكلت في بدايات الانتفاضات العربية ، هو انطلاقها من النقاط الخارجة عن رؤية النظام السياسي والمحلل السياسي معا، وتساءل الباحث هل ما نشهده عالم عربي جديد ، لأنه بالفعل قد بدأ لتوه ، فما يحصل لا يعيد تشكيل الواقع السياسي فحسب، إنما أيضاً ومع مرور المزيد من الوقت، ستتبدى لنا بوضوح أكبر التغيرات التي لحقت بالإنسان العربي نفسه، وهي على كل حال قد لاحت ولا يصعب التقاطها، وكذلك التغيرات التي ستصيب النخب الثقافية والسياسية والأحزاب على اختلاف اتجاهاتها ليبرالية ويسارية وإسلامية. ثم قدم الباحث قراءة للمستقبل في الدول التي سادت فيها الانتفاضات واهم النتائج المتوقعة
0
البحث الثالث: (الفضائيات غير المحلية ودورها في إدارة الأزمات:تونس ومصر مثالا) أ0م0د0 جليل وادي كلية التربية الأساسية – جامعة ديالى
وضح الباحث الدور الذي اضطلعت به الفضائيات غير المحلية في الأزمات التونسية والمصرية وخاصة قناة الجزيرة ، وقناة العربية وCNN والقناة الأوربية والفرنسية 24 وسعيها للتواجد ونقل الحدث أولا بأول حتى بات يمكن القول أن الإعلام لم يعد السلطة الرابعة بل السلطة الأولى في مقدرته على الإسهام في تعرية الأنظمة السياسية وإسقاطها ، وقد قدم الباحث أمثلة عملية لدور القنوات في فبركة الأخبار ونقل ما لم يكن بإمكان احد رؤيته فضلا عن إسهام القنوات كأداة اتصال جماهيرية بين المتظاهرين وتنسيق أدوارهم وخلق حالة الهلع في مؤسسات النظام السياسي وعملها على بيان التأييد للمتظاهرين لإدامة الزخم ، كما بين الباحث الأدوار السياسية للقنوات وعدم تمتعها بالحرفية المطلوبة من خلال التمايز والانتقاء في التعامل العادل مع كل ثورات الشارع العربي بذات الاهتمام الذي ينبغي أن تفرضه في المهنة الإعلامية ، وعدم اتسامها بالحياد ففي حين كانت القنوات الفضائية تنقل ما يجري بمصر وتونس بزخم شديد لم يكن هذا العمل الإعلامي مع ثورات أخرى وانتفاضات واحتجاجات كالتي حدثت في البحرين وعمان والأردن والجزائر 0
البحث الرابع: ( معوقات الإصلاح بين العامل الثيوقراطي والممارسات الديمقراطية) د0منشد فالح وادي ـ كلية العلوم الإسلامية – جامعة ديالى
وضح الباحث في ملخص بحثه المعنى اللفظي والاصطلاحي للثيوقراط أي الديني وتقديمه لتأصيل فكري وتاريخي للدور الذي لعبه العامل الثيوقراطي في الحياة السياسية موضحا طبيعة المجتمعات التي يغلب بها ،عبر سبر أغوار التاريخ وقراءة أهم النتاج الفكري الذي قدمه الفكر السياسي المسيحي مثل كتابات القديس أوغسطين والبابا امبروز وصولا الى نهاية العصر الوسيط وبدايات عصر النهضة الذي سادت فيها دعوات إصلاحية تهدف لفصل اللاهوت عن السياسة والكنيسة عن الدولة ، وعقد الباحث مقاربة بين الشورى والديمقراطية كمبدأ سياسي موضحا الدور الإصلاحي للمجتمع0
البحث الخامس: (أثر تركيبة الاقتصاد الوطني في تنمية الاستبداد السياسي ) م0د0عماد مؤيد جاسم
أثار الباحث في مقدمة ملخصه سؤالا مفاده كيف يمكن للاقتصاد ان يكون له دور في تنمية الاستبداد السياسي ؟ فالاقتصاد هو الدعامة الأساسية لتقدم الشعوب وتطورها فهل يمكن ان يخدم الاستبداد أيضا ؟ ووضح الباحث كيف يمكن ذلك عندما يكون اقتصاد الدولة مسخرا لمصلحة النظام السياسي ومن يرتبط به ، وعندما يتزاوج رأس المال مع السلطة ، وعندما تكون سياسات الدولة الاقتصادية رفع الأرقام في النمو الاقتصادي دون النظر لمنظومة الدعم الاجتماعي ، في مثل هذه الحالات يكون الاقتصاد مساهم عبر خططه في زيادة الفقر والبطالة وتهميش المواطن ، في الوقت الذي ينعم به كارتل السلطة ورجال الأعمال بمزايا النمو الاقتصادي ، مما يزيد من استبدادية النظام الذي ينصرف الى مصالحه الشخصية ، ووضح الباحث الدور الذي لعبته تركيبة الاقتصاد الوطني في كل من مصر وتونس وليبيا والبحرين واليمن وسوريا في استبداد السلطة ومن ثم تأليب الشعوب ضد هذه الأنظمة سعيا للحرية والكرامة والنهوض0
وبعد عرض البحوث تم فتح المجال أمام الاستفسارات والتعقيبات ، إذ بدءها الدكتور خليفة إبراهيم عودة التميمي و الاستاذ الدكتور سامي العزاوي مدير مركز ابحاث الطفولة والامومة في جامعتنا وكذلك الاستاذ المساعد الدكتور سلمان الجبوري معاون عميد كلية العلوم الاسلامية جامعتنا فضلاً عن مداخلات السادة الحضور من التدريسيين والطلبة الاعزاء من قسم العلوم السياسية بتعقيب مهم حاول من خلاله بيان الربط الذي يمكن ان نخلص به من البحوث المقدمة في الندوة ، ومدى التمايز الذي حدث في نقل أخبار الثورات العربية وبصورة انتقائية مسيسة كما حدث في التعتيم الإعلامي على ما حدث في البحرين ، مما يدعم ما ذهب اليه كل الباحثين من ان الأنظمة العربية لم تعد في منأى عن الإصلاح الذي بات ضروريا 0