ندوة علمية عن وباء كورونا والشرعية الدولية لحقوق الانسان
بإشراف وحضور الأستاذ الدكتور خليفة إبراهيم عودة المحترم عميد كلية القانون العلوم السياسية نظم قسم العلوم السياسية يوم الخميس الموافق 16/4/2020 ندوة علمية بعنوان (وباء كورونا والشرعية الدولية لحقوق الانسان) حاضر فيها عدد من تدريسيي القسم وتضمنت أربعة محاور وكانت كالاتي:
المحور الأول فكان عنوانه (أثر وباء كورونا على اعادة هيكلة العلاقات الدولية)، حيث أشار فيه الباحث (أ.م.د. عماد مؤيد جاسم) إلى أن تغيير هيكل العلاقات الدولية والنظام الدولي مرتبط إلى حد كبير باحداث كبرى مثل الحروب أو الإنهيارات الإقتصادية وأن وباء كورونا، من حيث التداعيات التي خلفها،يمكن أن يحدث أثر مقارب لما تسبب به من تراجع في الإداء الاقتصادي لدول كبرى مثل الولايات المتحدة والصين واليابان دون أن يعني هذا أن هذه الدول ستفقد مكانتها بل أن تصريف وإدارة العلاقات الدولية سيعاد النظر به من خلال تحديد من هم الأعداء ومن هم الأصدقاء لا سيما أن هذا الوباء وضع تجربة التضامن الأوروبي على المحك لما أثاره من خلافات بلغت مستوى تهديد بعض الدول بالإنسحاب منه نتيجة التجاهل والإهمال الذي تعرضت إليه في وقت مدت فيه دول خارجية مثل روسيا والصين يد المساعدة لدول أوروبية متضررة، وهذه التطورات وما تسببت به من قلق أمريكي نتيجة رؤيتها لتصاعد الدور الصيني في أوربا يمكن أن تؤدي الى تصاعد حدة الخلافات التجارية والسياسية بينهما خلال السنوات القادمة.
أما المحور الثاني فكان للباحث ( ا.م.د رائد صالح علي). بعنوان (دور منظمة الصحة العالمية في مواجهة فايروس كورونا) اذ ان منظمة الصحة العالمية هي إحدى الوكالات المتخصصة المرتبطة بالأمم المتحدة، وهي وفقا للمادة ٥٨ من ميثاق الأمم المتحدة تضطلع بالتبعات الرئيسة في التوجيه والتعاون والتنسيق بين الدول في شؤون رعاية الصحية على مستوى العالم، بحكم كونها وكالة عالمية متخصصة. وتستند المنظمة إلى مبادىء عدة تشمل: اعتبار الصحة هي حالة اكتمال السلامة بدنيا وعقليا واجتماعيا. واعتبار التمتع باعلى مستويات الصحة هو احد الحقوق الأساسية لكل انسان، وأن صحة جميع الشعوب امر اساسي لبلوغ السلم والأمن الدوليين. لهذا في ضوء هذه المبادئ تحددت وظيفة المنظمة في التعاون التقني مع البلدان الاعضاء، وتوجيه العمل الصحي الدولي وتنسيقه. من أجل ذلك أعلنت المنظمة في ١١ اذار ان فايروس كورونا المسبب لمرض كوفيد ١٩ وباءا عالميا، واخذت على عاتقها القيام بسلسلة من التدابير شملت إنشاء صندوق الاستجابة للتضامن من اجل مكافحة فايروس كورونا واعلن رئيس منظمة الصحة العالمية ادهانوم تيدروس تلقي اكثر من ٨٠٠ملبون دولار، وقامت المنظمة بشحن أكثر من مليوني قطعة من معدات الحماية الشخصية إلى ١٣٣ دولة وتم ارسال اكثر من مليون اختبار تشخيصي، فضلا عن إنشاء منصة مفتوحة لتدريب ملايين العاملين ، ، والاتصال ب ٤٠٠ من كبار الباحثين للتوصل إلى علاج فعال للوباء وكذلك الاتصال بالممولين والمصنعين على مستوى العالم لتصنيع الادوية واللقاحات، إلا أن حجم الوباء أكبر من قدرات المنظمة.
في حين كان المحور الثالث للمدرس الدكتور حيدر عبد الرزاق بعنوان (فايروس كورونا في القانون الدولي لحقوق الانسان). اذ تطرق الباحث في ورقته الى ثلاثة جوانب، الاول لمفهوم القانون الدولي لحقوق الانسان، والثاني لتأثير فايروس كورونا على حقوق الانسان، واخيرا، للضمانات القانونية لحقوق الانسان من جراء فايروس كورنا. وخلص الباحث في ورقته الى ان القانون الدولي لحقوق الانسان قد ضمن حسن تطبيقه من خلال التزام الدول الاعضاء بما تعهدت به جراء انضمامها للمعاهدات الدولية. فضلا عن ان هناك ستة انواع من حقوق الانسان قد تأثرت جراء مكافحة فايروس كورنا، الا ان ذلك يمكن التغاضي عنه للوقاية من هذا الفايروس شريطة ان تستوفي مبادئ الضرورة والتناسب والشرعية.
اما المحور الرابع والأخير فقد كان للمحاضرة (م.م ايلاف نوفل احمد) فكان بعنوان(التعامل مع وباء كورونا مابين الانظمة السلطوية والانظمة الدكتاتورية) ان تأثير فيروس كورونا على بعض الدول الشمولية ذات الطابع الدكتاتوري والدول التي تنتهج الديمقراطية كأساس للنظام السياسي على حد سواء ومدى سرعة استجابة هذه الدول وقدرتها على التعاطي مع احداثه السريعة من ناحية احتواء المرض والسيطرة عليه نستطيع الإثبات من كل ما ورد في اعلاه ان أغلبية الدول في النظامين الديمقراطي والسلطوي الشمولي لم تتعامل مع فيروس كورونا بالشكل الصحيح والسليم اذ كان هنالك سوء ادارة من هذه الدول في كلا النظامين ولكن كان هناك نماذج لدول أخرى اثبتت نجاحها وبراعتها في احتواء المرض من غير المس بالثوابت المدنية والحقوق والحريات ببلدانهم وخير مثال كوريا الجنوبية وكندا.
وقد شهدت الندوة العلمية حضور عدد من التدريسين من داخل الجامعة وخارجها، فضلا عن بعض الشخصيات الاكاديمية من خارج العراق واستمرت الندوة العلمية لساعتين ونصف شهدت خلالها نقاشات علمية حول ذات المحاور.