ندوة قسم العلوم السياسية الموسومة (الانتخابات الرئاسية الاميركية واثارها على القضايا الاقليمية)
برعاية السيد رئيس جامعة ديالى الاستاذ الدكتور (عباس فاضل الدليمي) المحترم واشراف عميد كلية القانون والعلوم السياسية الاستاذ الدكتور (خليفة ابراهيم التميمي) المحترم، عقد قسم العلوم السياسية ندوته العلمية للفصل الدراسي الأول حسب الخطة العلمية للقسم للعام الدراسي 2016 – 2017 والتي كان عنوانها (الانتخابات الرئاسية الاميركية واثارها على القضايا الاقليمية) يوم الثلاثاء الموافق 20/12/2016، وانقسمت الندوة الى محورين رئيسين حيث ألقى الاستاذ المساعد الدكتور (عماد مؤيد جاسم) ورقته البحثية عن المحور الأول والذي كان بعنوان التدخل الروسي في الانتخابات الاميركية وانعكاسه على القضايا الاقليمية فيما ألقى الاستاذ المساعد الدكتور (شاكر عبد الكريم فاضل) ورقته البحثية عن المحور الثاني بعنوان آلية النظام الانتخابي في الولايات المتحدة وأثر العوامل الداخلية، فيما ترأس الاستاذ المساعد الدكتور (رائد صالح علي) إدارة وقائع الجلسة.
وقد تطرق المحاضر في المحور الاول إلى التركيز على حالة الجدل التي شاعت في الوسط السياسي الرسمي والشعبي في الولايات المتحدة حول ماذا كان لروسيا دور في التأثير على نتائج الانتخابات الأميركية وبالشكل الذي حرفها عن مسارها الطبيعي والتأكيد على غاية وأهداف روسيا من وراء هذا التدخل، حيث أشار المحاضر الى أن روسيا بذلت ما بوسعها في هذه الانتخابات من أجل ترجيح كفة المرشح الجمهوري دونالد ترامب على حساب المرشحة عن الحزب الديمقراطي هيلاري كلنتون لأسباب تمثلت في: وجود عداء شخصي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمرشحة الديمقراطية التي توصف في الولايات المتحدة بانها من اشد السياسيين عداءاً لروسيا ودورها العالمي في الوقت الذي نجد فيه أن افكار وتوجهات المرشح الجمهوري ترامب كانت تقترب في بعض جزيئياتها من التوجهات الروسية بخصوص إدارة الازمات العالمية وتحديداً الأزمة السورية وهو ما كان دافعاً رئيساً لروسيا لتفضيل فوز ترامب على حساب كلنتون.
ومع وجود هذا التوافق الأولي بين روسيا والولايات المتحدة أكد المحاضر على أنه من المتوقع أن تشهد العلاقات الدولية بين الطرفين نوعاً من التغيير بعيداً عن أجواء التوتر والاضطراب الذي سادت فترة الرئيس أوباما بسبب من القضية السورية وقضية شبه جزيرة القرم في أوكرانيا، إذ من المتوقع أن ينعكس هذا التوافق على توحيد الجهود بين الطرفين في محاربة تنظيم داعش في سوريا والعراق وبناء ترتيبات مشتركة مع أحتمال وقوع عدم توافق حول الملف النووي الايراني بسبب من إصرار الرئيس المنتخب دونالد ترامب على مراجعة الاتفاق الذي وقعته القوى الكبرى مع ايران حول برنامجها النووي.
وفي المحور الثاني الذي تناول النظام الانتخابي الاميركي أكد المحاضر على ان الالية المعتمدة في الانتخابات الرئاسية توصف بانها على مرحلتين حيث ينتخب المواطن الاميركي مندوبه في الهيئة الانتخابية التي يبلغ عدد أعضائها 538 عضواً وهؤلاء يمثلون الولايات المتحدة بحسب نسبة تمثيل كل ولاية في مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس، وفي المرحلة الثانية ينتخب هؤلاء المندوبين أحد المرشحين للرئاسة الاميركية، مشيراً الى أن طبيعة النظام المعتمد والمسمى بالفائز الاقوى يسمح للمندوبين من الحزب الديمقراطي أو الجمهوري بالفوز بجميع أصوات الولاية في حال حقق احدهما الاغلبية على الآخر، كما تطرق المحاضر الى الاسباب الموضوعية التي ساعدت المرشح الجمهوري ترامب على الفوز في السباق الرئاسي ومنها قدرة المرشح على مخاطبة فئات عديدة من المجتمع فضلاً عن مخاطبته لمخاوف الأميركيين الذي يشعرون بالقلق من قضايا معينة مثل الهجرة والتطرف الاسلامي أو ما تسمى بـ(الاسلامفوبيا) فضلاً عن قدرته على استثمار حالة الارباك التي اصابت الجمهور الاميركي نتيجة الكشف عن ملفات البريد الالكتروني الخاصة بالمرشحة الديمقراطية كلنتون التي اظهرت قصورها في إدارة بعض الملفات عندما تولت منصب وزيرة الخارجية الأميركية وهو الأمر الذي كان فيه للروس دور كبير في سرقة وكشف هذه الملفات.