ندوة قسم القانون ( مضار الجوار غير المألوفة)
برعاية السيد رئيس جامعة ديالى الدكتور ( محمود شاكر الجبوري ) المحترم وبأشراف عميد كلية القانون والعلوم السياسية الدكتور ( خليفة ابراهيم عودة التميمي ) المحترم وبحضور نائب محافظ ديالى السيد ( فرات التميمي ) المحترم وعدد من عمداء واساتذة جامعة ديالى أقام قسم القانون ندوته العلمية الموسومة بـ ( مضار الجار غير المألوفة ) في ضمن نشاطاته للعام الدراسي 2011-2012 وذلك من أجل نشر الوعي الجامعي وتعميق مضامين الدراسات الاكاديمية في نفوس ابنائنا الطلبة وترسيخ ما يتمخض عنها من قيم الادب وجمال المعرفة في عقولهم وافكارهم كي تكون الجامعات منارات للهدى وصروحا للعلم والمعرفة وخير ما استهلت به الندوة آيات من الذكر الحكيم ومن ثم القيام بدعوة الحضور للوقوف دقيقة صمت لقراءة سورة الفاتحة ترحما على ارواح شهداء العراق
ومن ثم كلمة ترحيبية القاها السيد عميد الكلية ومفادها ((ارباب العلم واصحاب المعرفة السادة الضيوف والاخوة الحضور قال تعالى ((ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِى خَلَقَ ﴿1﴾ خَلَقَ ٱلْإِنسَـٰنَ مِنْ عَلَقٍ ﴿2﴾ ٱقْرَأْ وَرَبُّكَ ٱلْأَكْرَمُ ﴿3﴾ ٱلَّذِى عَلَّمَ بِٱلْقَلَمِ ﴿4﴾ عَلَّمَ ٱلْإِنسَـٰنَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴿5﴾ كَلَّآ إِنَّ ٱلْإِنسَـٰنَ لَيَطْغَىٰٓ ﴿6﴾ أَن رَّءَاهُ ٱسْتَغْنَىٰٓ ﴿7﴾ إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلرُّجْعَىٰٓ ﴿8﴾ أَرَءَيْتَ ٱلَّذِى يَنْهَىٰ ﴿9﴾ عَبْدًا إِذَا صَلَّىٰٓ ﴿10﴾ أَرَءَيْتَ إِن كَانَ عَلَى ٱلْهُدَىٰٓ ﴿11﴾ أَوْ أَمَرَ بِٱلتَّقْوَىٰٓ ﴿12﴾ أَرَءَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰٓ ﴿13﴾ أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ ﴿14﴾ كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًۢا بِٱلنَّاصِيَةِ ﴿15﴾ نَاصِيَةٍۢ كَـٰذِبَةٍ خَاطِئَةٍۢ ﴿16﴾ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُۥ ﴿17﴾ سَنَدْعُ ٱلزَّبَانِيَةَ ﴿18﴾ كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَٱسْجُدْ وَٱقْتَرِب ۩ ﴿19﴾ )) لا يخفى على احد ما للعلم من اهمية في حياة الامم والشعوب فلولا العلم لعم الناس الجهل والظلام وان رقي الامم وقوتها عبر التاريخ والى يومنا هو بالعلم وكلكم تعلمون كيف كان حال المسلمين عندما كانوا سادة الامم وربان سفينة الشعوب في الارض يومها كانت مدن اوربا تسبح في ظلام الجهل والتخلف ومن درس تاريخ الكنيسة المسيحية يعلم كيف العلماء يحاربون فأحرق غاليلو لانه قال بكروية الارض ولولا الحضارة الاسلامية لتخلفت اوربا عن ركب حضارتها اليوم بخمسمئة سنة لانهم بدأو من حيث مانتهى اباؤنا الاوائل امثال ابن سينا والخوارزمي وابن البيطار وان نظرياتهم تدرس الى يومنا هذا في جامعاتهم واخذ عنهم اشهر فلاسفتهم ديكارت ودافيد هيوم وسبنسر وغيرهم ولكن يوم ان ابتعدنا عن محاريب العلم وانشغلنا بالجدل البيزنطي تخلف بنا الركب وسبقنا اخرون حتى قال المتنبي يا امة ضحكت من جهلها الامم فلا حياة لنا الا بالعلم والقيم النبيلة فما قيمة علم لا يؤمن بالأيمان لو كان للعلم من دون التقى شرف لكان اشرف خلق الله ابليس اخوة العلم ماذا تقولون في دين جعل العلم عبادة بل وسيلة للدراجات العليا قال تعالى ( يرفع الله الذين امنو منكم وان العلماء هم ورثة الانبياء وليس لنا خيار بعد كل هذا الا بالعودة الى ما كنا عليه وان الجامعات هي خير وسيلة لنشر العلم وبسط المعرفة وكلنا مسؤولون عما يعانيه المجتمع من الضياع والتخلف وقال تعالى (( وقفوهم انهم مسؤولون )) وان اشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم تنتفع الناس بعلمه وختما شكر عميد الكلية السادة الحضور وتمنى ان تكون هذه الندوة خطوة مباركة نحو جعل الجامعات منارات العلم وصروح المعرفة))
وبعد ذلك القت الطالبة ( لارا قاسم ) قصيدة نثرية بعنوان ( خمسة حروف لأنثى عراقية ). ,وتضمنت الندوة محورين :
1- مبدأ حسن الجوار في القانون الدولي:
لقد عرف هذا المبدأ تاريخياً منذ ان نشأة المجتمعات البدائية اذ ليس للانسانولا لدولة الا ان يكون مجاورين لغيرهما وهو تعبير عن العلاقات الحسنة والتعاون والوئام بين المتجاورين من الاشخاص او كما بين اشخاص القانون الدولي وبخاصة تلك التي لها اقليم وحدود كالدول ولذلك نشأة في نطاق القانون الدولي ما تسمى منطقة الجوار الدولي ونظام وقانون الجوار الدولي استناداً الى مبدأ حسن الجوار الدولي الذي بدأ نظاماً عرفياً ثم صار اتفاقاً على وفق معاهدات واتفاقيات دولية مفصلة تأسيساً على ان الدول ذات سيادة ويفترض جوارها تعايشاً سلمياً وتبرز الحدود حداً فاصلاً وموحداً في نفس الوقت بين الدولتين المتجاورتين ومن هنا نشأت علاقات الجوار الدولية وعندما تسود هذه العلاقات روح التنازع والصراع فانها ستؤثر سلباً على اقليم الجار وبالعكس عندما تسود هذه العلاقات روح التعاون وحسن الجوار ستؤثر ايجاباً على اقليم الجار وبالتالي يسود التعاون والسلام والامن والتعايش السلمي ومبدأ حسن الجوار ولسنا هنا في معرض الضرر المألوف الذي يجري التسامح بشأنه ولا الضرر غير المألوف الموجب لضمان الفعل في الفقه الاسلامي او الذي يثير المسؤولية المدنية التقصيرية والالتزام بالتعويض في اطار القانون الخاص ( القانون المدني ) لان القانون الدولي العام لا يعرف هذا التقسيم وانما يمكن القول الى ان مبدأ حسن الجوار وقانون الجوار الدولي بجذوره وطبيعته الاخلاقية والسياسية والقانونية يعد اساساً ومحركاً للمسؤولية الدولية عند الاخلال وعدم المراعاة كما يعد ايظاً اساساً وداعياً ودافعاً الى عدم تحريك او اثارة المسؤولية الدولية وان كانت وراء ذلك اعتبارات وعوامل عديدة يتعين مراعتها واخيرا لابد من التذكير بأن مفهوم الجوار لم يعد قاصراً على فكرة التجاور والالتصاق ( المكاني والجغرافي ) وانما هنالك من يقول بتوسيع مفهومه ليشمل العالم اجمع على اساس ان هذا العالم وبما انجزته المعلومات والاتصالات والتقنيات الحديثة قد اصبح قرية صغيرة .
2- مضار الجوار غير المألوفة من الناحية القانونية المدنية:
مضار الجوار غير المألوفة والمقصود منها الضرر الفاحش الذي يرتكبه الجار ضد جاره والمقصود من الضر الفاحش الضرر الذي يفوت المنفعة المقصودة اما الدروس المستهدفة من الموضوع :
1- ترسيخ المبادئ والقيم الحضارية
2- ترسيخ مبادئ الشريعة الاسلامية وتعميم الالفة والمحبة
3- التسامح بصدد بعض الاضرار المألوفة لكي لا تثقل كاهل المحاكم دعاوى لا حصر لها