الانثروبولوجية وجرائم الابادة الجماعية (القضية الارمينية انموذجا )
نشر الاستاذ الدكتور خليفة ابراهيم عودة التميمي بحث في مجلة الجمعية العراقية للعلوم التربوية والنفسية بعنوان (الانثروبولوجيا وجرائم الابادة الجماعية _القضية الارمينية انموذجا )
وتتلخص الدراسة حول التجربة النازية والتي كانت سببا مباشرا وراء ابتكار مصطلح ابادة الجنس وصياغة مفهومه الذي يرادف الابادة الشاملة لجماعة بشرية ابادة منظمة بهدف الاجتثاث التام , بمبررات معينة يمليها القائمون على عمليات الابادة وما يتخللها من ترويع وانتهاك وتقتيل … وقد شهد التاريخ الحديث عدد من عمليات الابادة الجماعية في شتى الاصقاع كان ابرزها ما اقدم عليه الاتراك في الرابع والعشرين من نيسان 1915 من عمليات اعدام وتهجير ضد الطائفة الارمنية انطلاقا من اعتبارهم (خنجرا في ظهر الدولة العثمانية ) فبلغ عدد الضحايا قرابة ثلاثة ملايين من الارمن كما تنص بعض الوثائق وللباحثين في هذا التاريخ احقية اثبات هذا التقدير فضلا عن نوع العمليات المرتكبة بحق الارمن .
وقد قدم هذا البحث رؤية تحليلية بمنظار انثروبولوجي لدافعية جرائم الابادة الجماعية فضلا عن مناقشة النظرية العثمانية (الخنجر في الظهر ) المبررة لتك الجرائم ولعل المنهجية في الطرح والتحليل تصلح انموذجا لدراسة الموضوع في مجالات مكانية وزمانية اخرى في تاريخنا المعاصر كالبوسنة والهرسك وبورما والعراق وغيرها لنقف على دافعية هكذا جرائم ومقومات استمرارها للوصول الى سبل انهائها في عالم بلغ من الرقي التقني والعلمي شأنا كبيرا يفترض تناضره الاخلاقي مع هذا المبلغ .