قسم العلوم السياسة ينضم ندوة بعنوان (الازمة القطرية الخليجية وانعكاساتها الاقليمية)
برعاية السيد عميد كلية القانون والعلوم السياسية الاستاذ الدكتور (خليفة ابراهيم عودة التميمي) المحترم، عقد قسم العلوم السياسية ندوته العلمية الاولى للعام الدراسي 2017 / 2018 الموسومة (الازمة القطرية الخليجية وانعكاساتها الاقليمية) يوم الاثنين الموافق 30/10/2017، على قاعة الندوات في الكلية، وقد ترأس الندوة وإدار محاورها الاستاذ المساعد الدكتور (عماد مؤيد جاسم)، وتأتي هذه الندوة ضمن سياق الانشطة العلمية التي دأب قسم العلوم السياسية على تحقيقها من خلال تناول مواضيع وقضايا حديثة ومعاصرة تكون محلاً للنقاش والهدف من وراء ذلك توسيع المدارك وإنضاج العقل ولتحقيق تواصل مؤكد ما بين الدراسة النظرية والنماذج التطبيقية التي لا تخرج في فرضياتها ومقدماتها عن منطوق الاسس النظرية.
انقسم موضوع الندوة الى محورين، الاول عنوانه (اسباب الازمة وجذورها ) والذي تناوله الاستاذ المساعد الدكتور (رائد صالح علي) أما المحور الثاني فكان عنوانه (تداعيات الازمة وانعكاساتها على دول المنطقة) وتناوله الاستاذ المساعد الدكتور (شاكر عبد الكريم فاضل)، وقد استهل (د. رائد صالح علي) محوره ببيان ان السياسة الخارجية القطرية منذ 1995 شهدت تحولا جذريا تميز بإنتاجها سياسة خارجية مبتعدة عن الاجماع الخليجي لدول مجلس التعاون الخليجي، وبسعيها للعب دور الفاعل الاقليمي المؤثر في النظام الاقليمي والخليجي للمنطقة العربية مستفيدة من التحولات التي شهدتها منطقة الشرق الاوسط منذ عام 2003 باحتلال العراق وتراجع دوره الاقليمي ومن ثم انشغال مصر بعد الثورة عام 2011بشؤنها الداخلية، وتدهور العلاقات الامريكية – السعودية في عهد ادارة الرئيس جورج ووكر بوش أو فتورها في عهد الرئيس باراك اوباما وهذا ما شجع قطر على ملء الفراغ في المنطقة كبديل عن دور مصر والسعودية وهذا ما جعلها تصطدم بدول المنطقة مما افضى الى قطع العلاقات الدبلوماسية في 5 حزيران /2017، وهذه الازمة تعود الى عدة اسباب :
اولها : تدخل قطر في الشؤون الداخلية من خلال دعم الحركات الاسلامية المتطرفة في المنطقة.
ثانيها: استمرار علاقة قطر مع ايران بالرغم من تهديداتها لدول الخليج والمنطقة العربية بشكل عام.
ثالثها : استخدام قطر الوسائل الاعلامية ولاسيما قناة الجزيرة كمنبر لجماعات الاعلام السياسي.
رابعا : ايواء ودعم وحماية المتطرفين الاسلاميين وتدخلها في الازمة السورية.
واختتم (د. رائد صالح) محوره بالإشارة الى الشروط المؤلفة من 13 نقطة التي وضعتها دول المقاطعة الاربعة (السعودية، الكويت، الامارات ، البحرين) لتسوية الازمة عبر الوساطة الكويتية المدعومة من الولايات المتحدة وسلطنة عمان.
اما في المحور الثاني، فقد ناقش (د. شاكر عبد الكريم فاضل) مسألة تداعيات الازمة وانعكاساتها الاقليمية، اذ انطلق من وقائع اساسية هي ان الازمة الخليجية – القطرية انما هي امتداد لحالة الصراع والاستقطاب السياسي الذي تشهده المنطقة وبالتالي فهي تتأثر بحالة الاستقطاب تلك من جهة وتترك اثارها على المحاور المتصارعة والمتنافسة على النفوذ في المنطقة من جهة اخرى .
كذلك تركت الازمة اثارا كبيرة على الاستقرار والامن في المنطقة وأن استمرارها يؤدي الى جعل المنطقة اكثر تعرضا للتهديدات الامنية والاقليمية والدولية، بالإضافة الى ذلك فأن هذه الازمة تهدد مجلس التعاون الخليجي بالتفكك ولها انعكاساتها على العديد من القضايا التي تخص الكثير من البلدان العربية ، في حالات مصر ، ليبيا، اليمن ، القضية الفلسطينية ، المسألة السورية، كما تطرق الباحث ايضا الى المواقف الإقليمية والدولية من الازمة كالموقف التركي، والموقف الايراني والموقف الامريكي، ولم يغفل عن الإشارة إلى الجهود القطرية لكسر المقاطعة عليها، ومحاولة ايصال وجهة نظرها الى العالم، وأختتم الباحث محاضرته بالإشارة الى ابرز السيناريوهات المستقبلية للأزمة وما هي الحلول المتوقعة لحلها.