مقالة بعنوان (صفقة القرن تجديد للولاء)
لكاتبه: المدرس المساعد تميم التميمي.
صفقة القرن مصطلح ورد ذكرها على لسان الرئيس الامريكي (دونالد ترامب) والرئيس المصري (عبد الفتاح السيسي)، والمقصود منه إيجاد حل للقضية الفلسطينية الاسرائيلية، وتسوية حالة الصراع التي بدأت منذ العام 1948 باحتلال الأراضي الفلسطينية من قبل الكيان الصهيوني الى يومنا هذا من العام 2018، وإن الصفقة إذ ما تمت تستحق أن تعد (صفقة القرن)، إذ مرت على اتفاقية(سايكس بيكو) المعقودة عام 1916 بين فرنسا وبريطانيا لتقسيم تركة الدولة العثمانية حوالي(100عام)، واثناء ذلك التقسيم وقعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وبانتهاء الانتداب عام 1948 اعلن الكيان الصهيوني قيام الدولة اليهودية، وقسمت فلسطين حينذاك الى ثلاث وحدات سياسية (اسرائيل، الضفة الغربية، قطاع غزة)، فضلاً عن مرور(100عام)على (وعد بلفور) الرسالة التي ارسلها (ارثر جيمس بلفور) بتاريخ 2نوفمبر/1917 الى اللورد (ليونيل وولتر دي روتشيلد) يشير فيها الى تأييد الحكومة البريطانية الى انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
وبعد هذه المدة من الزمن يتم تجديد الولاء للكيان الصهيوني من قبل الولايات المتحدة الامريكية وعلى راس قيادتها (دونالد ترامب)، الذي وعد خلال حملته الانتخابية بإيجاد حل للقضية الفلسطينية الاسرائيلية واقامة دوله لليهود والاعتراف بالقدس عاصمة لهم.
فضلاً عن الدور الخفي واحياناً المعلن والبارز الذي تلعبه الدول العربية المتمثلة بـ(مصر والاردن) ودول الخليج وخصوصاً (الامارات والسعودية)، إذ يقع على عاتق مصر بإعطاء مساحة من الارض تقدر بـ(750 الف كيلومتر مربع) في سيناء الى الفلسطينيين وربطها مع قطاع غزة، وقد بدأت هذه المرحلة تقريباً بإعلان مصر عملية بأسم مكافحة الارهاب في سيناء لتطهير المنطقة، لكن الهدف الاسمى من تلك العملية هو التمهيد لا قامة وطن للفلسطينيين في هذا المنطقة مع ما تبقى من اراضي فلسطينية، إما الدور (الاردني) والتي تعد ثاني دولة بعد مصر معترفة بالكيان الصهيوني، إذ يسعى (الملك عبدالله) ايضاً الى إيجاد حل لهذه القضية من خلال تقاسم الاراض، إما الدور الخليجي يكون بالدعم المالي لإنجاح ذلك المشروع وتطبيع للعلاقة بصورة رسمية.
ومع كل هذه الجهود الامريكية والعربية تبقى قضية (صفقة القرن) غير منجزة بشكل رسمي وتحتاج الى مدة طويلة، فضلاً عن كل هذا الدعم المقدم للكيان الصهيوني الذي يستحوذ على قرابة (80%) من الاراضي الفلسطينية، هناك موقف معارض لهذه الصفقة والمتمثل (بتركيا ،ايران، الاتحاد الاوربي وروسيا)، وبقدر ما تدفع المتغيرات في المنطقة العربية الى ابرام صفقة القرن فأنها في الوقت ذاته تعقد من فرص تطبيقها لكثرة الفاعلين في المنطقة وزيادة دور الحركات الشيعية في سوريا ولبنان غيرها، ومن خلال تجارب التاريخ السابقة في مسار المفاوضات يمكن استشراف مستقبل هذه الصفقة والقضية الفلسطينية بانها في بقاء مع صراع طويل، مع تعذر قيام الدولتين بسبب الصراع الداخلي للقوى الفلسطينية من جهة، وعدم قناعة قيادات الكيان الصهيوني بما تحت سيطرتهم من اراضي، إذ مازالوا يسعون الى تفكيك المنطقة العربية سعياً لتحقيق الحلم الاكبر.
إما بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية فأن اغلب رؤسائها الذين تبنوا قضية الحل للدولتين لم يتمكنوا من ذلك، وربما يكون ذلك حال الرئيس الامريكي (دونالد ترامب)، واخيراً يمكن القول أذا ما تهيئت الظروف والاوضاع الاقليمية والدولية وإذا ما توافرت الامكانات الفلسطينية القادرة على انتزاع الحقوق، نستطيع القول بأن القضية قد تكون قابلة للحل.